أمل دبلوماسي؟ وادفول يلتقي وزيراً إيرانياً في جنيف!
وزير الخارجية واديفول يجتمع مع وزراء إيران في جنيف فيما تقوم إسرائيل بعمل عسكري ضد طهران. البحث عن حلول دبلوماسية

أمل دبلوماسي؟ وادفول يلتقي وزيراً إيرانياً في جنيف!
وسط التوترات الحالية في الشرق الأوسط، بدأ فصل جديد في الصراع بين إسرائيل وإيران في الظهور. وسيلتقي وزير الخارجية يوهان واديفول مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في جنيف يوم الجمعة. أعلنت صحيفة Süddeutsche Zeitung أن هذا يمثل عملاً منسقًا من قبل الدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا العظمى) وجيران إيران العرب. ونظراً للوضع المتوتر، أعاد وادفول جدولة رحلته الأصلية عبر لبنان وسوريا وإسرائيل، وبدلاً من ذلك زار المملكة العربية السعودية وقطر وعمان للبحث عن حلول دبلوماسية.
خلال هذه التطورات، التي أثارها الهجوم الإسرائيلي على عدة أهداف إيرانية، بما في ذلك منشأة ناثان النووية، يظل الصراع في الشرق الأوسط متوترا. ونفذت إسرائيل يوم الخميس هجوما خلال الليل بناء على مزاعم بأن إيران كانت على وشك استكمال بنية تحتية قادرة على إنتاج أسلحة نووية. وتشير المعلومات الاستخباراتية إلى أن طهران تعمل سراً على إنتاج قنبلة نووية. ويوضح جان بوس من جامعة الجيش الألماني في ميونيخ أنه على الرغم من أن إيران قادرة من الناحية الفنية على توفير ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع ما يصل إلى عشر قنابل نووية، إلا أنها لا تمتلك حتى الآن سلاحاً تشغيلياً.
جهود دبلوماسية وتصعيد عسكري
تبدو الجهود المبذولة لإيجاد حل دبلوماسي ميؤوس منها تقريبًا نظرًا للتطورات في كل من الصراع العسكري والتوترات النووية. وردت إيران على الهجوم الإسرائيلي بإطلاق صواريخ مكثفة، وأعلنت أنها ستواصل برنامجها النووي. وشدد وادفول على أنه يتعين على طهران اتخاذ إجراءات لبناء الثقة وإجراءات يمكن التحقق منها من أجل التفاوض بشكل هادف على التوصل إلى حل. وعلى هذه الخلفية، تم إلغاء المحادثات المقررة في عمان، والتي تم الإعداد لها خلال المفاوضات التي استمرت قرابة شهرين بين الولايات المتحدة وإيران بوساطة عمان، بسبب ركود المحادثات حول موضوع تخصيب اليورانيوم.
بعد مرور ما يقرب من عامين على انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من جانب واحد من اتفاق فيينا النووي لعام 2015، تظهر التطورات الحالية مدى هشاشة الوضع الأمني في المنطقة. وفي ذلك الوقت، دعا الرئيس دونالد ترامب إلى “الاستسلام غير المشروط”، لكنه قال إن من الممكن إجراء مزيد من المفاوضات. إن بيئة هذه المفاوضات غير المؤكدة يطغى عليها الواقع الجيوسياسي الذي تعمل فيه إسرائيل وإيران في دورة مستمرة من الضربات الجوية والتهديدات العسكرية.
وتظل المسألة النووية مركزية
تعود جذور التصعيد المحيط بالبرنامج النووي الإيراني إلى ستينيات القرن الماضي. في ذلك الوقت، بدأت إيران برنامجها النووي، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، لكن ذلك أدى لاحقًا إلى وضع أمني جيوسياسي معقد بشكل متزايد. تظهر التقارير الواردة من ZDF أن إيران لديها الآن إمكانية الوصول إلى مخزون كبير من اليورانيوم عالي التخصيب، ويخشى أن الهجمات العسكرية لن تؤدي إلا إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني على المدى القصير.
ووجدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مايو 2023 أن إيران زادت بشكل حاد مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام. وفي الوقت نفسه، يبقى السؤال حول كيفية تعامل واشنطن وطهران مع الحلول العسكرية والدبلوماسية بعد هذه الهجمات الجديدة. ويجمع المراقبون على أنه لا ينبغي الاستهانة بخطر حدوث تصعيد عسكري كبير في الشرق الأوسط، في حين ظلت الميليشيات الموالية لإيران في المنطقة حذرة حتى الآن.
من المرجح أن تظل المزاعم والمخاوف المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني هي المهيمنة في الأيام المقبلة، خاصة مع الاجتماع المرتقب بين وزراء الخارجية في جنيف. ويبقى أن نرى ما إذا كانت الدبلوماسية لديها فرصة لإيجاد حل في ظل الحرب أو ما إذا كان سيتعين علينا الاستمرار في مراقبة دوامة العنف.