نيويورك تنتخب عمدة جدليا: ممداني يكسر التقاليد!
زهران ممداني يفوز بانتخابات رئاسة بلدية نيويورك في عام 2025 ويدعو إلى الإصلاحات الاجتماعية والتحديات التي تواجه النخبة السياسية.

نيويورك تنتخب عمدة جدليا: ممداني يكسر التقاليد!
في انتصار انتخابي تاريخي، فاز زهران ممداني بانتخابات رئاسة بلدية نيويورك. لم يكن انتصاره مفاجئًا تمامًا، حيث أعلنت شبكة NBC فوزه بعد نصف ساعة فقط من فرز الأصوات. ممداني، الذي حصل على 50.4% من الأصوات، متفوقاً بشكل واضح على منافسيه أندرو كومو (41.6%) وكيرتس سليوا (7.2%)، لم يفز بالانتخابات فحسب، بل بدأ أيضاً تغييراً سياسياً ملحوظاً. ومع إقبال أكثر من مليوني ناخب، وهو الأعلى منذ عام 1969، حشد أصوات الشباب في المقام الأول ووصف فوزه بأنه نهاية سلالة سياسية يمثلها كومو.
مسيرته تشبه رحلة مثيرة للإعجاب. ولد ممداني في أوغندا، وجاء إلى الولايات المتحدة عندما كان عمره سبع سنوات فقط، واستقر في نهاية المطاف في نيويورك. لقد صنع نجل الأستاذ محمود ممداني والمخرجة ميرا ناير اسمًا لنفسه بالفعل كعضو في مجلس ولاية نيويورك وفاز في الانتخابات التمهيدية ضد كومو لمنصب عمدة المدينة. ومن الناحية السياسية، من الواضح أن ممداني منخرط في الحزب الديمقراطي والاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا. خبرته المهنية كمستشار إسكان وموسيقي هيب هوب تمنح نهجه السياسي عمقًا إضافيًا.
الأجندة السياسية والوعود الانتخابية
وقدم ممداني عددا من المقترحات الطموحة خلال حملته الانتخابية. ومن بين أمور أخرى، يخطط لضبط الإيجارات، وإدخال محلات السوبر ماركت الحضرية منخفضة التكلفة، والحافلات بدون سائق، ورعاية الأطفال المجانية. ويعتمد لتمويل هذه المشاريع على زيادة الضرائب على الأثرياء والشركات. لكن المنتقدين يحذرون من أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى هروب رؤوس الأموال، الأمر الذي من شأنه أن يزعزع استقرار اقتصاد نيويورك.
ومع ذلك، فإن العمدة الجديد لا يحتفل به الأصدقاء فقط. انتقد دونالد ترامب ممداني وهدد باتخاذ إجراءات مضادة محتملة. كما أن ممداني مثير للجدل بين الناخبين اليهود. وأظهر استطلاع للرأي أن 75% منهم لديهم صورة سلبية عنه. وفي مدينة يعيش فيها 1.6 مليون يهودي، لا يمكن تجاهل هذه الأرقام. وقد نظر مجتمع الإصلاح اليهودي إلى ممداني باعتباره إشكاليا، خاصة وأنه لا يعترف بإسرائيل "كدولة يهودية" ويرفض إدانة شعار "عولمة الانتفاضة".
الخلفيات والتحديات الشخصية
شخصياً، ممداني شخص متعدد الاستخدامات. بالإضافة إلى كونه مسلمًا شيعيًا، فهو أيضًا يتحدث الإنجليزية ويتقن عدة لغات أخرى بما في ذلك الهندية-الأردية والبنغالية والإسبانية والعربية. خطيبته، راما دواجي، رسامة موهوبة، ويظهران معًا التزامًا بالقضايا الاجتماعية والعدالة. وعلى الرغم من هذه الإنجازات الواعدة، يواجه ممداني عدداً من التحديات، لا سيما عندما يتعلق الأمر بتنفيذ أجندته السياسية والتعامل مع الناخبين المتشككين في كثير من الأحيان.
سيكون من المثير أن نرى كيف سيؤثر ممداني، بصفته أصغر وأول عمدة مسلم لنيويورك، على الثروات السياسية العديدة في المدينة. قد يكون الطريق إلى التغيير السياسي وعراً، لكن رغبة ممداني في إحداث تغيير واضحة لا لبس فيها. وبينما يستجيب للتحديات المرتبطة بمنصبه الجديد، فإن نهجه يمكن أن يعيد تعريف إمكانيات مجتمع حضري متنوع وعادل.