شبهة الإرهاب في منطقة بادربورن: اتهامات بدعم داعش
وفي منطقة بادربورن، وُجهت اتهامات إلى شاب يبلغ من العمر 26 عامًا قيل إنه يدعم منظمات إرهابية.

شبهة الإرهاب في منطقة بادربورن: اتهامات بدعم داعش
بعد مرور حوالي ثمانية أشهر على مداهمة واسعة النطاق في منطقة بادربورن، وجه مكتب المدعي العام في دوسلدورف اتهامات ضد شاب يبلغ من العمر 26 عامًا. والرجل متهم بإرسال أموال تصل قيمتها إلى عدة آلاف من اليورو إلى تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي. هذه الادعاءات هي جزء من تحقيق وطني يركز على دعم الإرهاب في ألمانيا.
ويقال إن المشتبه به لم ينقل موارد مالية إلى داعش فحسب، بل سعى أيضًا للحصول على معلومات حول كيفية صنع القنابل التي يمكن أن تقتل الناس وتفجر السيارات. وعثر المحققون على دليل واضح على هاتفه الخلوي يظهر أنه ناقش خيارات الهجوم المحتملة في دردشة على تطبيق تيليجرام. وتم القبض على الشاب البالغ من العمر 26 عامًا في أكتوبر 2022 في مطار هانوفر، حيث كان يخطط على ما يبدو للسفر إلى سوريا عبر تركيا للقتال في صفوف تنظيم داعش. وهو محتجز حاليًا ويمكن أن يقضي عقوبة السجن لمدة تصل إلى عشر سنوات في حالة إدانته.
دعم داعش في ألمانيا
وبالتوازي مع هذه القضية، تجري محاكمة أخرى ضد أربعة رجال يشتبه أيضًا في دعمهم لتنظيم داعش. ويقال إن هؤلاء المتهمين الأربعة، الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و45 عامًا، جمعوا أكثر من 174 ألف يورو من التبرعات للمنظمة الإرهابية منذ عام 2022. ويتهمهم مكتب المدعي العام الاتحادي باستخدام هذه الأموال للمساعدة في ضمان استمرار وجود داعش بعد هزيمته العسكرية. وذهب جزء من التبرعات بشكل خاص إلى مقاتلات تنظيم داعش في المعسكرات الكردية، في حين تم تخصيص مبلغ معين لمقاتلي التنظيم الإرهابي.
ويُزعم أن هذه الأموال تم جمعها من خلال Telegram، وهي شبكة اجتماعية أصبحت بشكل متزايد محور التحقيقات في السنوات الأخيرة. بالإضافة إلى تمويل داعش، فإن التركيز القانوني للائحة الاتهام هو العضوية في منظمة إجرامية ودعم منظمة إرهابية في الخارج. ويعتزم الدفاع التعليق على هذه المزاعم خلال المحاكمة، مع إلقاء نظرة نقدية على التهم المتوقعة.
مخاطر تمويل المنظمات غير الحكومية
وفي سياق هذه التطورات، نواجه أيضًا النقاش الدائر حول تمويل المنظمات الإرهابية من قبل المنظمات غير الربحية. ووفقاً لتحليل أجرته شركة KPMG، يمكن بسهولة استغلال هذه المنظمات من قبل المجرمين. إن التبرعات بالأموال والسلع التي كان من المفترض أن تخدم الأغراض الإنسانية قد ينتهي بها الأمر في الأيدي الخطأ. يمكن تأسيس المنظمات غير الحكومية خصيصًا لجمع الأموال للمنظمات الإرهابية، وغالبًا ما يكون ذلك تحت ستار مشاريع المساعدات.
إن المخاطر كبيرة: فالمشاريع التي تقدم الدعم في المناطق التي تشهد نشاطاً إرهابياً نشطاً تكون معرضة بشكل خاص لإساءة الاستخدام. إن حالات إساءة استخدام التبرعات التي يتم الكشف عنها لا تؤدي إلى الإضرار بالثقة في المنظمات غير الحكومية المتضررة فحسب، بل يمكن أن يكون لها أيضًا عواقب قانونية بعيدة المدى على الشركات التي تعمل مع هذه المنظمات. وفيما يتعلق بالإطار القانوني الأوروبي الصارم، فهناك دائماً خطر تدفق الأموال عن غير قصد إلى الهياكل العنيفة.
تظهر لوائح الاتهام والتحقيقات المرتبطة بها مرة أخرى أن مكافحة الإرهاب في ألمانيا وأوروبا تظل قضية حساسة تتطلب اهتمامًا عاجلاً. ويجب على المجتمع أن يسأل نفسه كيف يمكن منع هياكل الدعم هذه بشكل فعال دون إغفال الفكرة الأساسية للمساعدات الإنسانية.
بالنسبة للاعبي هامبورغ وبادربورن في هذا السيناريو الكئيب، يبقى أن نرى كيف ستقرر المحاكم وما هي المعلومات الجديدة التي ستكشف عنها الإجراءات المقبلة.